الهبة لغة
تُعرف الهبه لغة على كونها المنحة من الله والمعاونة والتفضل على الغير ولو بغير ثروة أي بما ينتفع به مُطلقا ما إذا كان مالا أم غير ذلك.
الهبة في الشريعة الإسلامية
تُعرف الهبة شرعًا على كونها إتفاق مكتوب يتصرف بمقتضاه الواهب في ملكية له دون تعويض. ويجوز أن يفرض الواهب على الموهوب له القيام بالتزام محدد. و يفتقر هذا الاتفاق المكتوب إلى :
نية التبرع بالمال الذي يتصرف فيه الواهب
الهبة تم عقده بين الأحياء
الإيجاب والقبول بين الواهب والموهوب له
اعتبار نية التبرع شرطا لازما لأن الهبة بعوض تُصبح عقدا أجدد كالبيع والمُقايضة
وفي حال كان الشرط يُساوي المكسب من الهبه، لا تُطلق علها تلك التسمية لكونه إتفاق مكتوب اتفاق نظير. وما ظلت الهبه عقدا، وجب تتيح محددات وقواعد كشروط الانعقاد و محددات وقواعد الصحة. محددات وقواعد الانعقاد أساسية و متمثلة في: التراضي والمحل والحافز. مثلما يلزم أن يُحرر الاتفاق المكتوب بورقة حكومية. و محددات وقواعد الصحة هي الأ هلية وأن لا يكون بالعقد نقص وخلل من الخلل والنقائص المفسدة للرضا.
حكم الهبه في الإسلام
تُعتبر الهبة مُستحبةً طالما الغاية منها التقرب لله إيتي كـ:ـ
الهبة لفقير أو علاقة رحم. وهي مكروهة إذا كانت من أجل التباهي. و لا يمكن حكم الهبه لبعض الأبناء دون القلة الآخر أو أن يقوم الوالد بالتفضيل بين الأبناء في الهبات أو الهدايا. وقد اختلف العلماء على قولين في أن يتساوى الذكر كالأنثى أم للذكر مثل حظ الأنثيين، والأرجح أنَّ الهبة مثل الميراث.
و هنالك الكمية الوفيرة من المحددات والقواعد المرتبطة بصحة الهبة، ومنها:
لا تصح بالإجبار
يكون الموهوب مباحاً فلا يجوز أن تكون في وجّه محرم
تكون مستدامة وليست مؤقتة
أن تكون دون بدل إتلاف وإلا فهي منحة
حكم العودة في الهبه
يحجب على المسلم أن يعود في الهبة أو الصدقة حتى وإذا كان بالسعر. و صرح عليه الصلاة والسلام: “لا يحلُّ للرَّجلِ أن يمنحَ العَطيَّةَ ثمَّ يعودَ فيها إلَّا الوالِدَ بينما يمنح طفل صغيرَه”.
وفي سياق أجدد، يجوز للرجل أن يهب لزوجته مالاً أو بيتا للسكن دون أن يمنع غيرها من الورثة وأن يكون الشيء الموهوب ملكا خاصا له وليس لأحد من أبناءه نصيب فيه. وفي حال كان له أكثر من قرينة واحدة، فيتعين فوقه المُساواة بينهن.
الهبة في التشريع الإماراتي
يُطلق على العطية ما بين الزوجين قانونا الهبة. والهبه ، إذا ما وقعت صحيحة وتم قبض الثروة. و لا يُمكن للواهب الانكماش فيها سوى برضاء الموهوب له حتى ولو توفرت محددات وقواعد العودة فيها.
وتكون الهبة صحيحة في حال:
تلذذ طرفيْ التعاقد بالأهلية التشريعية الأساسية
كان الملكية الموهوب مملوكا للواهب
حصل الإيجاب والقبول من كل منهما
وبحسب الفرع الـ3 للقانون الاتحادي رقم ( 5 ) لعام 1985 و بإصدار تشريع التعاملات المدنية إلى دولة الامارات العربية المتحدة المعدل بالقانون الاتحادي رقم ( 1 ) لعام 1987م المُتعلق بالرجـوع فـي الهبـة و المادة 646 منه، للواهب أن يعود في الهبة قبل القبض دون رضاء الموهوب له. فإن لم يقبل، يُمكن للواهب أن يطلب من القاضي إزاحة الهبه والعودة فيها ما لم يبقى عائق لـذلك.
و من العوامل المقبولة والمُتفق فوقها لفسخ الهبة والعودة فيها:
أن يصبح الواهب عاجزا عن أن يقدم لنفسه عوامل المعيشة بما يتفق مع رتبته
يعجز عن الإخلاص بما يفرضه أعلاه التشريع من النفقة على الغير
أن يُرزق الواهب حتى الآن الهبة ولدا يتواصل حيا حتى تاريخ العودة أو أن يكون له غلام يظنه ميتا وقت الهبه وظهر له ضد ذلك.
إخلال الموهوب له بالتزاماته المشروطة في الاتفاق المكتوب دون دافع
إخلاله بما يلزم فوقه باتجاه الواهب أو واحد من أقاربه
إذا قتل الموهوب له الواهب عمدا من دون وجه حق، كان لورثته حق إبطال الهبه
و يُعتبر عائقا من العودة في الهبه الحالات الآتية إذا:
– كانت الهبه من واحد من الزوجين للآخر أو لأي رحم محرم ما لم ينجر فوقها تمييز بين هؤلاء من دون حجة
– فعل الموهوب له في الثروة الموهوب تداولا ناقلاً للملكية.
– اقتصر الإجراء على عدد محدود من الثروة الموهوب ، للواهب أن يعود في الباقي
– وافته المنية واحد من طرفي الاتفاق المكتوب في أعقاب الاستحواذ على الثروة الموهوب
– هلك الملكية الموهوب في يد الموهوب له. و في حال كان الموت جُزئيا جاز العودة في الباقي.
– كانت الهبة بعَوَضٍ
– كانت الهبه صدقة
– وهب الدائن الدين للمدين
و يُمكن للأب أن يسترجع من ابنه ما وهبه. ويجوز للأم ايضاًً أن تسترجع من نجلها ما وهبته إن لم يكن يتيما فإذا كان يتيما فلا يجوز لها أن تسترجع منه شيئا حتى وإن بات يتيما في أعقاب الهبه.
و يسقط حق جميع من الوالدين في استعادة ما وهباه لابنيهما في الحالات المُوالية:
إذا إجراء الموهوب له في ثروة الهبة تداولا يُخرجه عن ملكه
حصُل تناقل مالي مع الموهوب له نتيجة لـ الهبه و كان قد يترتب عن العودة في الهبة الإضرار بالموهوب له أو بالغير
إذا مرض الموهوب له أو الواهب بمرض خطير في أعقاب الهبة حتّى يتلاشى. فيعود لجميع من الوالدين حقه في استعادة الهبه.
تلك، إذن، لمحة عن الهبه لغة وشرعا وقانونا نستبق بها الغوص أكثر في هذا الميدان الدقيق والمتشعب.
Originally posted 2021-11-25 01:14:50.