فسخ العلاقة الزوجية بأصغر خسائره يحتسب إشكالية لها آثارها الهدامة على جميع أطراف العائلة المعزولة , فهناك تبعات أخرى تكون أكثر إيلاماً إن لم يكمل الالتزام بأحكامها الآدمية والشرعية كمسألة الحضانة , النفقة , الإراءة .
و الإراءة هي أكثر تلك الحالات تأثيراً على نفسية الأطفال ومشاعرهم جراء العيش بعيداً عن طرف جوهري في حياتهم , وهو الوالد أو الأم وفي قليل من الحالات كلاهما.
ولمعرفة طبيعة الإراءة والحدود الآدمية والتشريعية لها في القانون السوري سنتكلم عن ذلك الحق وما يرتبط به .
في الافتتاح ما هو حق الإراءة وكيف تحدث المطالبة به ؟
الإراءة من الحقوق الدورية المتجددة وهدفها استمرار التعاطف بين الصبي من جهة وبين جميع من والديه في المقابل وهي حق قاصر على الوالدين في حال حياتهما , أما في حال وفاتهما أو موت أحدهما فتحق الإراءة للجدين كل أسبوعً وتتساوى مستحقاتهم مع الوالدين .
ومن هذا نلمح أن الإراءة متممة لحق الحضانة وتقع في الطرف المقابل لها , فحالَما تكون الحضانة للأم فللأب حق إراءة الأطفال المحضونين , ايضاً هو حق للوالدين بينما إذا كان المحضون لدى جدته أو غيرها.
وتحدث الإراءة بطلب استدعاء يوجه إلى القاضي القانوني , ويبت فيه في قاعة المذاكرة , حتى الآن الاطلاع على القيود المدنية للأطراف والمرفقة مع المطلب.
من الذي يحدد فترة الإراءة ومكانها ؟
الموضوع الطبيعي أن يتفق الأبوان على تحضير الإراءة بينما بينهما , فيحددا موعداً محدداً يستلم فيه الوالد أبناءه ويكون موضع الإراءة ومدتها اتفاقياً كذلكً.
وغالباً ما يكون المقر في بيت الوالد , أو في بيت فرد ثالث يتفق أعلاه وعلى المحكمة أن تدعو هذا الفرد وتسأله عن إحتمالية هذا , فإن رفض فتحدد مقر المؤتمر الأسري موضعاً للإراءة .
أما إن لم يتوصل الطرفان إلى حل اتفاقي لذا الشأن, فإن الطرف طالب الإراءة يرفع طلب منه للمحكمة لإلزام الناحية الأخرى بها , وهنا فإن القاضي هو ما يتخذ قرار وقت الإراءة ومدتها ومقر تطبيقها بما يتناسب وإدارة الضئيل, ويؤخذ في عين الاعتبار لو أنه تلميذاً في المدرسة , أو كان رضيعاً أو طفلاً أو بنت بما لا يتضاد مع أحوال الوالدين كمية الإمكان .
مثلاً: لو أنه الغلام رضيعاً لا يستغني عن والدته , كثيرا ماً ما تنفذ الإراءة في ترتيب الاجتماع الأسري ولمدة قصيرة .
وهو مقر معد بشكل خاصً لاستقبال الآباء والأمهات و محضونيهم ولذا في إطار أوقات الدوام الأساسي والموثق والرسمي وبإشراف المستوظف المخصص في الدائرة ولا يمكن أن تكون الإراءة في مخافر قوات الأمن لما في ذاك من ضرر نفسي يصيب الغلام.
ومن المحتمل أن تكون الإراءة في غير الترتيب وليوم كامل أو أكثر أو أدنى فكل تلك الجزئيات ليست من الإطار العام ويجوز لأصحابها الاتفاق على تنظيمها في حين بينهم , أما مرسوم القاضي فيكون لدى الاختلاف.
هل يحق للحاضن السفر بالأطفال دون إستحسان الناحية الأخرى؟
من المهم ذكره أنه طوال الحياة الزوجية ليس للمرأة حق السفر بالطفل دون إذن أبيه , أما عقب فسخ العلاقة الزوجية وانتهاء العدة فللحاضنة ذاك الحق بشرط ألا تكون متعسفة في استخدامه كأن يكون السفر بدون وجوب أو ترنو به الإضرار بالأب
ومن محددات وقواعد السفر أن تكون المدينة التي تسافر إليها هي مقر إقامتها الفعلي أو العاملة فيها عند ناحية حكومية عامة وليس عند القطاع المختص وأن يكون واحد من محارمها مقيماً برفقتها في المدينة نفسها , وبالتأكيد ذاك إذا كانت الحاضنة هي الأم أو الجدة , وغير هذا , فلابد من رضى ولي الولد الصغير ما إذا كان والده أو غيره. وفي ذاك الميدان نبين ايضاًًً أنه لا يمكن للأب أن يسافر بالطفل خلال حضانته سوى بإذن الحاضنة.
من المحتمل أن يستغل الحاضن علاقته بالمحضون ويمنح له صورة سلبية عن الناحية الأخرى :
إن الخطير في تلك الوضعية أن الأم في العادة توغل صدر الأبناء على أبيهم , وتصوره لهم بأبشع صورة , بغية يبغضوه ويتحاشوا مجالسته. وقد ينشأ ذاك التصرف ايضاًًً من الوالد إزاء الأم . والحقيقة أن ذلك المسألة, يلحق الضرر بكل الأطراف ويسهم في نشوء أسرة مفككة , مبالغة عن التفكك الناتج عن انفصال الوالدين , وحبذا لو فكر هؤلاء وكانوا موضوعيين في أحكامهم , لكن زيادة عن هذا , عليهم أن يتستروا على خلل ونقائص بعضهم ولا ينشروها في مواجهة أبنائهم , فهذا يقلل حدث آثار فسخ العلاقة الزوجية عليهم .
وفي النهاية أحب أن أقول: كم من مطلقة تداول طليقها خلال الإراءة وخارجها ايضاًًً , مثلما لو أنه صديقاً لها وخصوصا في مواجهة الأبناء , حفاظاً على صلات العائلة من ناحية وعلى نفسية الأطفال في المقابل .
نبذه مصريه , وفى جمهورية مصر العربية تكون المشاهدة في نوادي الشبيبة والرياضة وليس أقسام قوات الأمن .
Originally posted 2021-11-25 19:30:19.
